نظام الدفاع الجوي الأطول في العالم
الأمريكي (إيجيس للدفاع ضد الصواريخ الباليستية) Aegis BMD
نبذة تاريخية بسيطة
كثيرون يظنون أن (إيجيس) هي نوع من أنواع صواريخ الدفاع الجوي ... في الواقع الأمر اعقد كثيرا من كونه مجرد نظام للدفاع الجوي
تعود جذور نظام (الإيجيس) إلي خمسينيات القرن الماضي حينما بدأ الأمريكان يفطنون إلي أن عهد البوارج الحربية العملاقة المزودة بالمدافع العملاقة و مدافع الدفاع الجوي قد شارف علي الإنتهاء و أن هذه البواريج العملاقة (رغم ضخامتها و قوتها النيرانية الرهيبة) تقف عاجزة أمام الأجيال الجديدة (جديدة وقتها طبعا) من الصواريخ المضادة للسفن السوفيتية و ان قدراتها في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الجوية الحديثة (حيثة وقتها طبعا) محدودة جدا و أن قدراتها التدميرية الفعالة بدقة محدودة .... لذا شرع الأمريكان في إنشاء نظام قتالي متكامل لسفنهم الحديثة و أسموه (إيجيس) و و يشمل الدمج بين منظومات الدفاع الجوي القريب و المضاد للصواريخ الجوالية تحديدا و المدفعية المضادة للطيران الموجهة راداريا و الصواريخ المضادة للسفن و مر بالكثير من التطويرات عبر ال60 عاما الماضية
كما نري فالنظام عمره أكثر من 60 عاما حاليا فما هو الجديد؟؟؟
في عهد الرئيس الأمريكي (رونالد ريجان) و المعروف بهوسه بمشورع (حرب النجوم) كما تعلمون و الذي كان يهدف للقضاء نهائيا علي خطورة الصواريخ الباليستية السوفيتية عبر سلسلة من الأقمار الصناعية المجهزة بالمدافع الكهرومغناطيسية (حدثناكم عنها كثيرا من قبل) و التي تستطيع تدمير أي هدف خارج نطاق الغلاف الجوي .... كما نري ففكرة المشروع مجنونة و مكلفة جدا و كانت هناك الكثير من الصعوبات التكونولوجية التي واجهته في ثمانينيات القرن الماضي لذا قرر البنتاجون التخلي عن تلك الفكرة المجنونة (خصوصا بعد سقوط الإتحاد السوفيتي) و الإتجاه إلي فكرة أكثر منطقية و هي الLEAP
و LEAP إختصار لجملة Lightweight Exo Atmospheric Projectile و طبعا الجملة توضح الفكرة من المشروع
فالمشروع سيعتمد علي سلسلة من الرادارت الرهيبة من سلسلة AN/SPY-1,2,3 (إنتاج لوكهيد-مارتن ثم رايثيون) و التي تعتبر مواصفاتها و قدراتها من اسرار الولايات المتحدة و لكن الأقاويل شبه الرسمية تتحدث عن أن الأجيال القديمة من هذه الرادارات تستطيع تعقب كرة جولف (نعم كرة جولف) علي بعد 160كم .... الأجيال الحديثة رادارات (أيسا) بقدرات تزيد علي ضعف القديمة علي الأقل و الرادارات سيتم وضعها علي سلسلة مدمرات الصواريخ الأمريكية (أرليه بورك) و طرادات الدفاع الجوي (تايكونديروجا)
كما أنها ستعتمد علي صواريخ (رايثيون) الجديدة RIM-166 SM2 و SM3 و التي يبلغ طولها 6.55م و وزنها 1500كجم و مداها 2500كم و أقصي إرتفاع لها 1500كم أي أنها علي عكس كل النظم المضادة للصواريخ الباليستية الحديثة تستطيع إعتراض أي صاروخ خارج نطاق الغلاف الجوي تماما مما يلغي أي خطورة لرؤوس الدمار الشامل التي قد يحملها الصاروخ
الصاروخ مكون من اربع مراحل تعمل كلها بالوقود الصلب حيث يتم رصد الهدف برادار ال AN/SPY ثم يتم إطلاق الصاروخ مع توجيهه بإستمرار بواسطة الرادار مع مساعدة من الأقمار الصناعية و نظام الجي بي إس لزيادة الدقة و بعد خروجه خارج الغلاف الجوي يتم فصل المرحلة الثالثة و يبدا الرأس الحربي البحث عن الهدف بمساعدة السفينة الأم طبعا و باستعمال نظام الTADCS يصطدم الرأس الحربي بالهدف و يكون إصطدامه بهذه السرعة مكافئ لقوة تفجيرية تبلغ حوالي 31 كجم من التي أن تي فالرأس الحربي لا يحمل أي متفجرات و يعتمد علي تقنية Hit to Kill مثل باقي النظم الأمريكية المشابهة
بدأت التجارب النهائية للمشروع في أواخر التسعينيات و تسارعت في عهد (جورج بوش الابن) و الذي قرر إدخال النظام للخدمة في 2004م بعد تجربتين ناجحتين فقط
بدأ إدخال النظام و تزويد السفن الأمريكية من طراز (أرليه بورك) و (تايكونديروجا) بها و سار الرئيس الأمريكي الحالي (باراك أوباما) علي نهج سلفه (جورج بوش) في هذا الأمر و في 2008م نجح الأمريكان في تدمير قمر صناعي فاشل قبل أصطدامه بالغلاف الجوي علي إرتفاع 240كم بإستعمال صاروخ واحد .... و بحلول 2012 كان قد تم تزويد 62 سفينة بهذا النظام و هذه الصواريخ طبعا مع التطوير المستمر
تم إجراء 35 تجربة علي هذا النظام منذ دخوله للخدمة في 2004م و نجحت 29 تجربة منهم ز لكن تبقي المشكلة الرئيسية و التهديد الباليستي الرئيسي الذي لا يغطيه هذا النظام هو الصاروخ البايستي الصيني المضاد للسفن DF-21 و التي يري الكثير من المحللون العسكريون الأمريكيون أنها مشكلة حقيقية و إن كان المسئولين في البنتاجون لا يشاطرونهم هذا الرأي و يرون أن نظم الCIWS و الRAM بمعاونة أنظمة التشويش الرادارية و الإلكترونية الموجودة علي المدمرات الأمريكية قادرة علي التصدي لها
المبيعات الخارجية
كما أن هذا النظام بهذه الصواريخ قد تم بيعها لليابان للعمل علي المدمرات اليابانية من طرز (كوجو) لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة وقتها و أجرت اليابان تجربة ناجحة عليها في 2007م .... و تقوم شركة (ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة) اليابانية بالتعاون مع (رايثيون) الأمريكية بتطوير بلوك مخصوص من صواريخ الستاندارد SM-3 حملت اسم SM-3 Block IIA
كما أن الولايات المتحدة قامت بتطوير نسخة خاصة من صاروخ الSM-3 يعمل من خلال قواعد أرضية و كلنا يذكر المشكلة التي حدثت بين روسيا و الولايات المتحدة في عهد (جورج بوش) بسبب الدرع الصاروخية و التي شملت وضع صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية في 10 قواعد ببولندا الأمر الذي رفضته روسيا بشدة و إعتبرت أن الرد عليه لن يكون دبلوماسيا بل عسكريا (كان المقرر وضع صواريخ ذات قدرات افضل من الستاندارد SM-3 مش عارف إزاي) و في 2009م قرر الرئيس الأميركي (باراك اوباما) إلغاء المشروع مع الإكتفاء بنشر السفن الأمريكية العاملة بنظام الإيجيس Aegis BMD في البحر المتوسط و البحر الأسود و العمل علي نشر النسخ الأرضية من صاروخ الستاندارد SM-3 في بولندا و رومانيا مستقبلا بحلول 2018م
أبدت (تركيا) إهتمامها الشديد بصواريخ الستاندارد SM-3 لتزويد فرقاطات الدفاع الجوي المستقبلية لها TF-2000 بها و لكن دون إستعمال نظام (إيجيس) بل بإستعمال نسخة مطورة من النظام التركي (جينيسيس) و المصمم بواسطة شركة (هافيسلان) التركية و الموجود علي الفرقاطات التركية (أوليفر بيري) كما أنه يقال أن شركة (أسيلسان) التركية تعمل علي محاولة صنع رادار شبيه بالAN/SPY لإستعماله بدلا من الرادار الأمريكي